هذا المقال مترجم من تدوينة بعنوان Growth للمستثمر المغامر المعروف Fred Wilson
رؤية القادة في الشركات التي نستثمر فيها وهم ينمون هي أحد المتع العظيمة في عملي. خلال الأشهر الماضية مرت علي لحظات عديدة بعد اجتماع أو مكالمة هاتفية مع أحد هؤلاء القادة تدفعني للحديث مع نفسي والقول “يا للعجب، كيف أصبح شخصا آخر.”
نمو القادة يستهلك وقتًا، ويكلف أخطاًء وفشلًا ومراجعةً دائمة والكثير الكثير من العمل. لا يمكن لرئيس تنفيذي أن يظهر من العدم وينطلق. لا تجري الأمور هكذا على الإطلاق. سلطة اتخاذ القرار النهائي لا تعني أنك جيد وتعلم ما تفعل، وأن من يعمل معك سيدعم هذه القرارات ويقف خلفها.
الأمر برمته مثل كل العمليات، تحتاج إلى وقت وصبر، ولكن أولئك الذين يلتزمون تجاه نموهم الشخصي يجدون الطريق. هناك متلازمتان أراهما بشكل متكرر بين هؤلاء القادة، متلازمة القائد “المتفاجئ” ومتلازمة القائد “الواثق”، وكلاهما علامات على كون القائد غضًا لم ينضج بعد.
القائد “المتفاجئ” شخصيته واضحة للجميع، فهو قائدٌ لا يبدو ثابتًا وصلبًا ويمكنك أن ترى هذا في عينيه. لهذا النوع أحب أن أقدم الكثير من الدعم والنصح والنقد البناء. خلال عملي شاهدت الكثير من القادة “المتفاجئين” يتحولون لقادة أشداء وحازمين خلال أقل من عام. من الأمور التي تساعد القائد “المتفاجئ” على النمو هي مواجهة تحدٍ أو اثنين وكلما كان التحدي أصعب كلما كان نمو القائد وولادته من جديد كقائد قوي أسرع.
أما القائد “الواثق” فمشاكله أكثر، فهو يتصرف وكأنه يعرف فعلًا ما يفعل، وكل من حوله يعلم أنه لا يعرف باستثنائه هو. لهذا النوع من القادة أحب أن أقدم الكثير من الحب القاسي وهذا لوحده لا يكفي. الحل الحقيقي لهذا النوع يكمن في الفشل، وغالبا يكون فشلًا ذريعًا. في لحظات الفشل هذه أكون بقرب القادة ليعبروا هذه المحنة ويخرجوا منها بوعي أكبر بذاتهم ورغبة صادقة لحل المشكلات التي أوقعتهم في هذا الفشل.
كان هذا نوعان فقط من متلازمات القادة الغضاض، ولكنهما الأكثر انتشارا بحسب تجربتي. أعتقد أن أغلب الناس لديهم القدرة على أن يكونوا قادة إن أرادو ذلك، وأعتقد كذلك أن القيادة مهارة لا يمكنك التوقف عن تعلمها، وأنها تتطلب وعيًا بالذات وشجاعة وقدرة عميقة على الشعور بالآخرين والتعاطف معهم.
الجلوس على طاولة عمل ومشاهدة القادة البارعين ينجزون أعمالهم هو أمر مذهل بلا شك، أما مشاهدتهم وهم ينمون ويتطورون فهو من أعظم المتع في عملي.