لَسْتَ مُتَأخِرًا!


هذا المقال مترجم من تدوينة بعنوان You Are Not ‘Behind’ للكاتب Zack Kanter


هل شعرت يوما بأنك متأخر عن أقرانك؟ شخصيا كنت أشعر بذلك. مثلا أجد نفسي أقرأ مقالا عن رائد أعمال لايتجاوز عمره ٢٦ سنة ولديه شركة تقيم بمليار دولار، أو أجدني أقرأ عن مراهق في السادسة عشر من عمره اخترع نوعا جديدا من المفاعلات النووية وأصاب بالهلع.

أجدني مرات أقرأ عن كاتبي المفضل وكيف أنه نشر أول كتبه وعمره ٢٧ سنة وأنا عمري الآن ٢٥ سنة ولم أكتب بعد حتى صفحة واحدة، ثم أبدأ بحساب كم من الوقت أحتاج لانهاء تأليف كتاب قبل أن أصل للسابعة والعشرين وفي نفس الوقت ألوم نفسي لأني لم أبدأ الكتابة العام الماضي.

لا أعلم لم من السهل جدا مشاهدة ستة مواسم من Game of Thrones في أسبوعين فقط ولكن من الصعب كتابة صفحة واحدة فقط من كتاب. ماذا عن النادي الرياضي، لم أذهب له منذ ستة أشهر ولوكنت ملتزما بالرياضة عندما كنت طالبا جامعيا لكانت عضلات بطني بارزة مثل فتى الغلاف على مجلة Men’s Fitness.

توقف عن ذلك الآن!

الشعور بالتأخر عن الأقران هو الشعور الأكثر تدميرا ومع ذلك أغلب من عرفت من المنتجين المبدعين يعانون منه. شخصيا تخلصت من هذا الشعور بسؤال نفسي متأخر مقارنة بماذا؟ هل أنا متأخر مقارنة بنسخة مني في عالم موازي لاتعاني من أي عيوب؟ أم بنسخة على شاكلة Terminator تلاحق أهدافها بعناد بلا التزامات اجتماعية ولا أسرية ولاتأخذ وقتا للراحة أبدا ولاحتى لمشاهدة Netflix. ان كانت هذه مقارنتك فلن تستطيع أبدا أن تلحق بهذا الغريم مهما فعلت ومهما عملت.

دعني أخبرك سرا. لاتوجد نسخ أخرى منك! لايوجد سواك أنت النسخة الوحيدة الجالسة هنا الآن. وأنت لست متأخرا (ولامتقدما ان كان الأمر مهما) أنت حيث يجب أن تكون تماما، لذا خذ نفسا عميقا واسترخ.

ربما تكون قد أمضيت الأسبوعين الماضيين صارفًا جل وقتك في مشاهدة ستة مواسم من مسلسلك المفضل، أو ربما كنت سيئ التصرف في علاقاتك الشخصية الأخيرة، أو أنك لم تتمرن على الإطلاق في السنتين الماضية. هذه الأشياء وغيرها ليست جيدة أو سيئة وهي أقرب لأن تكون عديمة الصلة والعلاقة ويجب أن تتخلى عن ارتباطاتك العاطفية بها لكي تمضي قدما نحو السعادة. قد لاتستطيع أن تقولها لنفسك لذا سأقولها لك “أنت مُسامَح”. لا تضيع المزيد من الوقت في التفكير في أشياء فعلتها أو تمنيت فعلها.

يقول المستثمر الجريء بول قراهام التاريخ ببساطة “هو كل البيانات التي نملك حتى اللحظة”. من القيِّم أن تنظر في تاريخك لتعرف وتتعلم أكثر من أنت، ولكن احذر من اللوم فعندها تتوقف المعرفة والتعلم. اللوم باختصار هو محاولة مريعة للسفر عبر الزمن تنتهي بشعور فظيع. يمكنك تحليل البيانات والتعلم منها و استنتاج الفوائد ولكن لا يمكنك تغيير البيانات. لا يمكنك فعل أي شيء في الماضي، كما لايمكنك الوصول لماضيك وتغيير قراراتك بغض النظر عن المرات التي تعيد فيها سيناريوهات هذه القرارات في عقلك. لذا من الأفضل لك أن تنظر للأمام وتركز على مايمكنك تغييره: المستقبل.

أخيرا كلما تأخرت في البدء كلما كانت قصة نجاحك وعودتك للضوء أقوى. هناك سبب لكون الناس تحتفل بقصص “البدء من الصفر وتحقيق الملايين” ذلك لأن قصص صناعة “الملايين من الملايين” مملة.