لعبة الحياة: محدودة أم لامتناهية؟


هذا المقال مترجم من تدوينة بعنوان Finite and Infinite Games: Two Ways to Play the Game of Life من مدونة Farnam Street.


لو كانت الحياة لعبة فكيف ستلعبها؟ جواب هذا السؤال سيؤثر بقوة على اختياراتك ورضاك وكيفية وصولك للنجاح.

نشر جيمس كارس المشرف على الدراسات الدينية في جامعة نيويورك كتابا بعنوان “الألعاب المحدودة واللامتناهية” وفيه يستكشف الفرق بين الإقدام على الحياة كلعبة محدودة بنهاية أو كلعبة لامتناهية تستمر للأبد بلانهاية، وطبقا له، فاللعب للفوز لا يعطي شعورا بالرضا يقارب اللعب لإبقاء اللعبة مستمرة.

بداية، ماذا ستفعل بعد أن تنتهي من لعبة محدودة؟ بالطبع ستبدأ بلعبة أخرى، وستعمل على أن تبرز نجاحاتك في اللعبة السابقة. من يلعب الألعاب المحدودة يجب عليهم أن يستعرضوا ثرواتهم ومناصبهم. كما أنهم يحتاجون لإبراز علامات النجاح التي جمعوها حتى يعرف اللاعبين الآخرين من هم. يقول كارس بأن هذا النوع من اللاعبين يقضون وقتهم في الماضي لأنه الزمن الذي حققوا فيه هذه النجاحات.

على الجانب الآخر ينظر اللاعبون اللامتناهون إلى المستقبل، لأن هدفهم هو أن تستمر اللعبة ويركزون بشكل أقل على ما حدث في الماضي كما يجتهدون أكثر في معرفة الممكن. بلعبهم لعبة واحدة لا تقبل الإعادة يصبحون غير مهتمين بإظهار ثروتهم ومكانتهم السابقة، ويركزون أكثر على موقعهم اليوم وكيف يمكن أن يكونوا فعالين في مجابهة التحديات القادمة.

لذلك تحدد طريقتك في لعب لعبة الحياة نوعية التعلم الذي يجب أن تبحث عنه وتصبو إليه. من يلعب الألعاب المحدودة يحتاج إلى التدريب والتمرين، بينما من يلعب لعبة لامتناهية يحتاج إلى الثقافة والمعرفة. قد تتساءل لماذا؟ والجواب بحسب كارس “تستعد لتجابه المفاجآت بالتدرب، وتستعد للمفاجآت بالتثقف” إن كنت تلعب لعبة الحياة كلعبة محدودة يجب أن تتدرب على قوانينها، ولكن إن كانت الحياة بالنسبة لك لعبة لامتناهية فيجب أن تركز على الثقافة لتتأقلم مع المجهول.

سواء اخترت أن تلعب الحياة بشكل محدود أو لامتناهي سيحدد هذا كيف تعرف النجاح وماذا تحتاج لأن تصل له. من يلعب بشكل محدود سيحتاج للقوة. هذه القوة ستعطيه أفضل الفرص ليفوز في الألعاب لعبة بعد الأخرى. أما من يلعب لعبة واحدة لامتناهية فيحتاج للتحمل والجلد وهي صفات تساعده على البقاء والاستمرار. يوضح كارس الفرق فيقول: ” عندما يلعب صاحب اللعبة المحدودة فهو يصبو لأن يكون جبارا قويا، أما صاحب اللعبة اللامتناهية فيلعب ببأس شديد”.

أخيرا، الإقدام على الحياة كلعبة محدودة أو لا متناهية يؤثر على سلوكك اليومي. يؤكد كارس على أن “لعب لعبة الحياة المحدودة هو أمر جدي خطير، أما لعب لعبة الحياة اللامتناهية فهو أمر مبهج وممتع”. التفكير في حياتك باستخدام هذا الإطار الفكري سيساعدك على تحديد إن كنت تتخذ القرارات الصائبة لتكون ناجحا بحسب اللعبة التي اخترت أن تلعب.